فصل: (المرسلات: الآيات 35- 37)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

(1) {المرسلات}: جمع المرسل، اسم مفعول من الرباعيّ أرسل، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين، والمرسلات هي الرياح أو الملائكة أو آيات القرآن الكريم.

.[المرسلات: الآيات 8- 13]

{فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13)}.

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (إذا) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر {النجوم} فاعل لفعل محذوف يفسّره فعل {طمست} أي غابت أو زالت، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على النجوم {إذا السماء} مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف تشقّقت أو انشقّت، {إذا الجبال} مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف تفتّتت {إذا الرسل} مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف اجتمعت في الوقت المحدّد {لأيّ} متعلّق بـ {أجّلت}، {ليوم} متعلّق بفعل محذوف تقديره أجّلت..
جملة: {(غابت) النجوم..}. في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب إذا وما عطف عليه محذوف تقديره: فصل بين الخلائق أو بان الأمر.
وجملة: {طمست..}. لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (تشقّقت) السماء... في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {فرجت..}. لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {(تفتّتت) الجبال..}. في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {نسفت..}. لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (اجتمعت) الرسل... في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {أقّتت..}. لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {أجّلت..}. في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.

.الصرف:

(11) {أقّتت}: قلبت فيه الواو همزة، أصله وقّتت، فلمّا ضمّت الواو قلبت إلى الهمزة لحمل الحركة.

.[المرسلات: الآيات 14- 15]

{وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {ما} اسم استفهام مبتدأ في محلّ رفع في الموضعين {ويل} مبتدأ مرفوع {يومئذ} ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- مضاف إلى اسم ظرفيّ مبنيّ، والتنوين فيه عوض من جملة مقدّرة أي يوم إذا يفصل بين الخلائق {للمكذّبين} متعلّق بخبر المبتدأ {ويل}.
جملة: {ما أدراك..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أدراك..}. في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما).
وجملة: {ما يوم..}. في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي {أدراك}. المعلّق بالاستفهام.
وجملة: {ويل... للمكذّبين..}. لا محلّ لها استئنافيّة.

.[المرسلات: الآيات 16- 19]

{أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19)}.

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التقريريّ، وحرّك {نهلك} بالكسر لالتقاء الساكنين {ثمّ} حرف عطف..
جملة: {نهلك..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {نتبعهم..}. لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
{كذلك} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفعل {بالمجرمين} متعلّق بـ {نفعل}، {ويل.. للمكذّبين} مثل الأول.
وجملة: {نفعل..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ويل... للمكذّبين} لا محلّ لها استئنافيّة للتوكيد.

.[المرسلات: الآيات 20- 24]

{أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْناهُ فِي قرار مَكِينٍ (21) إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادرون (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24)}.

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التقريريّ، {من ماء} متعلّق بـ {نخلقكم}، {في قرار} متعلّق بـ {جعلناه} بتضمينه معنى وضعناه {إلى قدر} متعلّق بمحذوف حال من الهاء في {جعلناه} أي مؤخّرا إلى قدر..
جملة: {نخلقكم..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {جعلناه..}. لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
(الفاء) عاطفة في الموضعين، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره نحن {ويل.. للمكذّبين} مثل الأولى.
جملة: {فقدرنا..}. لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو جعلناه- وجملة: {نعم القادرون..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة قدرنا.
وجملة: {ويل... للمكذّبين} لا محلّ لها استئنافيّة للتوكيد..

.[المرسلات: الآيات 25- 28]

{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً (25) أَحْياءً وَأَمْواتاً (26) وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28)}.

.الإعراب:

{كفاتا} مفعول به ثان منصوب {أحياء} مفعول به لـ {كفاتا}، (الواو) عاطفة في الموضعين {فيها} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان {ماء} مفعول به ثان منصوب {ويل.. للمكذّبين} مثل الأولى.
جملة: {نجعل الأرض..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {جعلنا..}. لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {أسقيناكم..}. لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {ويل... للمكذّبين} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{كفاتا}، اسم فاعل جمع كافت، أو هو مصدر الثلاثيّ كفت كحساب، أو اسم للموضع يكفت فيه الشيء أي يضمّ.. وزنه فعال بكسر الفاء.
{شامخات}، جمع شامخة مؤنّث شامخ. اسم فاعل من الثلاثيّ شمخ بمعنى علا وارتفع وزنه فاعل.

.البلاغة:

1- التنكير: في قوله تعالى: {أَحْياءً وَأَمْواتاً}.
قيل أحياء وأمواتا على التنكير، وهي كفات الأحياء والأموات جميعا، وذلك للتفخيم، كأنه قيل: تكفت أحياء لا يعدون، وأمواتا لا يحصرون، على أنّ أحياء الإنس وأمواتهم ليسوا بجميع الأحياء والأموات.
2- التنكير: في قوله تعالى: {رَواسِيَ شامِخاتٍ} و{ماءً فُراتاً}.
فائدة التنكير هو إفادة التبعيض، لأن في السماء جبالا، قال الله تعالى: {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ} وفيها ماء فرات أيضا، بل هي منبعه ومصبه- ويحتمل أن يكون للتفخيم.

.[المرسلات: الآيات 29- 34]

{انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ به تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (30) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهبِ (31) إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34)}.

.الإعراب:

{إلى ما} متعلّق بـ {انطلقوا}، {به} متعلّق بـ {تكذّبون}، {إلى ظلّ} متعلّق بـ {انطلقوا} الثاني {ذي} نعت لظلّ مجرور وعلامة الجرّ الياء {لا} نافية {ظليل} نعت لظلّ مجرور {لا} الثانية نافية {من اللهب} متعلّق بنعت لمفعول مقدّر أي لا يدفع شيئا من اللهب، والضمير في {إنّها} يعود على النار {بشرر} متعلّق بـ {ترمي}، {كالقصر} متعلّق بنعت لـ {شرر}، {ويل.. للمكذّبين} مثل الأولى.
جملة: {انطلقوا..}. في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر..
وجملة: {كنتم به تكذّبون..}. لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {تكذّبون..}. في محلّ نصب خبر {كنتم}.
وجملة: {انطلقوا} (الثانية) في محلّ نصب بدل من جملة {انطلقوا} الأولى.
وجملة: {لا يغني..}. في محلّ جرّ معطوفة على النعت {ظليل}.
وجملة: {إنّها ترمي..}. لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {ترمي..}. في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {كأنّه جمالة..}. في محلّ جرّ نعت ثان لشرر.
وجملة: {ويل... للمكذّبين} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

(30) {شعب}: جمع شعبة، اسم بمعنى الفرقة، وزنه فعلة بضمّ فسكون، والجمع فعل بضمّ ففتح.
(31) {اللهب}: اسم للسان النار وزنه فعل بفتحتين.
(32) {شرر}: اسم جمع لما يتطاير من النار وزنه فعل بفتحتين، والواحدة شرارة زنة فعالة بالفتح.
(33) {جمالة}: إمّا جمع جمل كحجر وحجارة زنة فعالة بكسر الفاء.. أو هو اسم جمع..

.البلاغة:

التشبيه المرسل: في قوله تعالى: {إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ}.
فقد شبه الشرر، حين ينفصل من النار، في عظمته، بالقصر وحين يأخذ في الارتفاع والانبساط، لانشقاقه عن أعداد غير محصورة، بالجمال، لتصور الانشقاق والكثرة والصفرة والحركة المخصوصة. وقد روعي الترتيب في التشبيه، والقصور والجمال يشبه بعضها ببعض فالتشبيه الثاني بيان للتشبيه الأول، على معنى أن التشبيه بالقصر كان المتبادر منه إلى الفهم العظم فحسب.

.[المرسلات: الآيات 35- 37]

{هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ (35) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37)}.

.الإعراب:

{لا} نافية في الموضعين {لهم} نائب الفاعل (الفاء).
عاطفة، {ويل.. للمكذّبين} مثل الأولى.
جملة: {هذا يوم..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ينطقون..}. في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {يؤذن لهم..}. في محلّ جرّ معطوفة على جملة {ينطقون}.
وجملة: {يعتذرون..}. في محلّ جرّ معطوفة على جملة {يؤذن لهم}.
وجملة: {ويل.. للمكذّبين} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الفوائد:

- تفصيل وبيان:
في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابها} قرأ عيسى بن عمر: {فيموتون} عطفا على {يقضى}، وأجاز ابن خروف فيه الاستئناف على معنى السببية، وقرأ السبعة {لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}، وقد كان النصب ممكنا، مثله في {فيموتوا}، ولكن عدل عنه لتناسب الفواصل، والمشهور أنه لم يقصد إلى معنى السببية، بل إلى مجرد العطف على الفعل وإدخاله معه في سلك النفي، لأن المراد بـ {لا يُؤْذَنُ لَهُمْ} نفي الإذن في الاعتذار، وقد نهوا عنه في قوله تعالى: {لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ}، فلا يتأتى العذر منهم بعد ذلك. وذكر ابن مالك بدر الدين أنه مستأنف بتقدير (فهم يعتذرون)، وهو مشكل على مذهب الجماعة، لاقتضائه ثبوت الاعتذار مع انتفاء الإذن، كما في قولك (ما تؤذينا فنحبك) بالرفع وقد أجاب أبو البقاء عن الوجه الثاني- أي الاستئناف- بقوله: أي (فهم يعتذرون) فيكون المعنى أنهم لا ينطقون نطقا ينفعهم، أي لا ينطقون في بعض المواقف، وينطقون في بعضها، وليس بجواب النفي، إذ لو كان كذلك لحذف النون. هذا ويجوز حمل المعنى على الاستئناف أي هم يعتذرون في بعض حالات نطقهم.

.[المرسلات: الآيات 38- 40]

{هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40)}.

.الإعراب:

(الواو) عاطفة {الأوّلين} معطوف على ضمير الخطاب في {جمعناكم} منصوب (الفاء) عاطفة {كان} ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط {لكم} متعلّق بخبر كان (الفاء) رابطة لجواب الشرط، و(النون) في {كيدون} للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية {ويل.. للمكذّبين} مثل الأولى.
جملة: {هذا يوم الفصل..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {جمعناكم..}. لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {كان لكم كيد..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة {هذا يوم}..
وجملة: {كيدون..}. في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {ويل... للمكذّبين} لا محلّ لها استئنافيّة.